خدمة إنهاض الأبطال
القس/ هدية صالح
بكنيسة "الإيمان"، التاج، شُبرا
الخميس ١٦/ ١٢/ ٢٠٢١
"موازين ومكاييل ملكوتية"
حديثنا اليوم عن "الموازين والمكاييل"
++ القراءة الرئيسية: (لا١٩: ٣٥- ٣٦) " لاَ تَرْتَكِبُوا جَوْرًا فِي الْقَضَاءِ، لاَ فِي الْقِيَاسِ، وَلاَ فِي الْوَزْنِ، وَلاَ فِي الْكَيْلِ .
مِيزَانُ حَقّ، وَوَزْنَاتُ حَقّ، وَإِيفَةُ حَقّ، وَهِينُ حَقّ تَكُونُ لَكُمْ . أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ .
+ ولا يقتصر حديثي هنا، عن مُجرَّد مُراعاة الأمانة في إستخدام المقاييس والموازين والمكاييل، التي نتعامل بها في الأسواق، وضرورة التدقيق في عدم إزدواجية المعايير؛ بحسب وجوه من نتعامل معهم، بل لنضع الرب أمامنا أوَّلاً في كل تعاملاتنا مع الجميع، ولا نظلم أحدًا بل نُرضي الرب بأمانتنا.
وكأن البائع ومُعطي للخدمة وما شابه في عيني الرب، مثل القاضي الجالس على المنصَّة ليحكم ويُعطي لكلِ ذي حقٍ حَقَّهُ.
+ والمُستهدف أن أكون حريصًا دائما، أن يكون لدي: "مِيزَانُ حَقّ" بمقاييس الملكوت، في وزن كل الأمور وكل المواقف على السواء، الروحية والنفسية والزمنية وكذلك في العلاقات. فلا أُحابي وُجُوها على حساب الحقّْ، ولا أنخدِعُ بوشاية من أحد على آخر، لئلا أُبصِر الأمور على غير حقيقتها، وقد أتسبب في ظلم أحد.
+ (اس٤: ٧) "فَأَخْبَرَهُ مُرْدَخَايُ بِكُلِّ مَا أَصَابَهُ، وَعَنْ مَبْلَغِ الْفِضَّةِ الَّذِي وَعَدَ هَامَانُ بِوَزْنِهِ لِخَزَائِنِ الْمَلِكِ عَنِ الْيَهُودِ
لإِبَادَتِهِمْ"
لكن لا هامان ولا كل وزن لقيمة الفضة التي وعد بها لخزائن الملك، يُمكن أن تعمل خللًا في الميزان السماوي، أو تغيَّر مجريات الأحداث التي قد سبق الرب وحددها لشعبه، وحتَّى في زمن السبيِّ والمهانة لنا حِماية وإنقاذ وإكرام إلهي، بمقاييس ميزان السماء فقط .
+ (إش٤٠: ١٢) "مَنْ كَالَ بِكَفِّهِ الْمِيَاهَ، وَقَاسَ السَّمَاوَاتِ بِالشِّبْرِ، وَكَالَ بِالْكَيْلِ تُرَابَ الأَرْضِ، وَوَزَنَ الْجِبَالَ بِالْقَبَّانِ،
وَالآكَامَ بِالْمِيزَانِ؟
+ (مت ٧: ٢) "لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ . "
وبذلك يتبقى حكم ومقاييس السماء وموازينها ومكاييلها وهي الأرفع مقامًا، لتفرض على الجميع إرادة السماء على الأرض.
----------------------------
++ المِحوَّر الأوَّل:
العدوُّ المغرور بسلطانه وإمتلاكه سلاحًا جديدا ضِدَّك، بينما يفكر في إيذاءك، أو الإستهانة بك، إعلم أن نهايته قد إقتربت، والرب ينقذك من يده. وللموازين عند الرب إعتبارات جديدة دائمًا، لحسم جولات ومعارك مختلفة.
+ ( ٢صم ٢١: ١٥- ١٧) "١٥وَكَانَتْ أَيْضًا حَرْبٌ بَيْنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَإِسْرَائِيلَ، فَانْحَدَرَ دَاوُدُ وَعَبِيدُهُ مَعَهُ وَحَارَبُوا الْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَأَعْيَا دَاوُدُ .
١٦وَيِشْبِي بَنُوبُ الَّذِي مِنْ أَوْلاَدِ رَافَا، وَوَزْنُ رُمْحِهِ ثَلاَثُ مِئَةِ شَاقِلِ نُحَاسٍ وَقَدْ تَقَلَّدَ جَدِيدًا، افْتَكَرَ أَنْ يَقْتُلَ دَاوُدَ .
١٧فَأَنْجَدَهُ أَبِيشَايُ ابْنُ صَرُويَةَ، فَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيَّ وَقَتَلَهُ .”
+ (دا ٥: ٢٥- ٢٨) "٢٥وَهذِهِ هِيَ الْكِتَابَةُ الَّتِي سُطِّرَتْ : مَنَا مَنَا تَقَيْلُ وَفَرْسِينُ . ٢٦وَهذَا تَفْسِيرُ الْكَلاَمِ : مَنَا، أَحْصَى اللهُ مَلَكُوتَكَ وَأَنْهَاهُ . ٢٧تَقَيْلُ، وُزِنْتَ بِالْمَوَازِينِ فَوُجِدْتَ نَاقِصًا . ٢٨فَرْسِ، قُسِمَتْ مَمْلَكَتُكَ وَأُعْطِيَتْ لِمَادِي وَفَارِسَ"
قد أمرت بناء على ما أظهرته نتائج الموازين الإلهية، أنك "وُجِدت نافصًا" أي أنك ليس فيك أي كمال، لكي تقف أمامي وتستهين بأواني بيتي، لذلك الحُكم عليك وعلى كل حاشيتك، ومن يظنون أنهم عُظماءك، بل وعلى مملكتك كلها:
"لقد أحصى الرب ملكوتك وأنهاه. وفي نفس الليلة تم قتله ، وإنتهت مملكة بابل إلى الأبد."
+ في هذه المرحلة الروحية، إعلم يقينا، أنَّه في ذات اليوم الذي فيه يتجرأ عليك العدوُّ، سواء مُتفَكِرًا بإذائك، أو مُستهينا بك، وبخطة الرب لحياتك، هُوَّ ذات اليوم الذي فيه سيفقد سُلطانه، وقد يفقد حياته أيضًا، لأنه قد أصبح في مواجهة مباشرة مع الرب.
-----------------------------------------
++ المِحوَّر الثاني:
مع كل إنتصار لك على رموز مملكة العدوُّ في الحروب الروحية، وأنت ملتصق بالرب يزداد مجد الرب عليك، وكأنك تضع على رأسك تاج العدوُّ المهزوم، الذي كان يتفاخر به، ويصبحَ لك إسمًا بين المُكرَّمين في الأجواء الروحية، ضمن أبناء الملكوت السماوي، مثلما كان يُقال قديمًا: "هذا داود الذي قتل جليات وأخذ سيفه"
+ (١أخ ٢٠: ٢) "وَأَخَذَ دَاوُدُ تَاجَ مَلِكِهِمْ عَنْ رَأْسِهِ، فَوُجِدَ وَزْنُهُ وَزْنَةً مِنَ الذَّهَبِ، وَفِيهِ حَجَرٌ كَرِيمٌ . فَكَانَ عَلَى رَأْسِ دَاوُدَ . وَأَخْرَجَ غَنِيمَةَ الْمَدِينَةِ وَكَانَتْ كَثِيرَةً جِدًّا .
+ (لو ١١: ٢٢) "وَلكِنْ مَتَى جَاءَ مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ فَإِنَّهُ يَغْلِبُهُ، وَيَنْزِعُ سِلاَحَهُ الْكَامِلَ الَّذِي اتَّكَلَ عَلَيْهِ، وَيُوَزِّعُ غَنَائِمَهُ . "
+ (كو ٢: ١٥) "إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ أَشْهَرَهُمْ جِهَارًا، ظَافِرًا بِهِمْ فِيهِ . "
+ (إش ١٠: ١٤) "فَأَصَابَتْ يَدِي ثَرْوَةَ الشُّعُوبِ كَعُشٍّ، وَكَمَا يُجْمَعُ بَيْضٌ مَهْجُورٌ، جَمَعْتُ أَنَا كُلَّ الأَرْضِ، وَلَمْ يَكُنْ
مُرَفْرِفُ جَنَاحٍ وَلاَ فَاتِحُ فَمٍ وَلاَ مُصَفْصِفٌ"
+ (ِإش ٤٩: ٢٤-٢٥) "٢٤هَلْ تُسْلَبُ مِنَ الْجَبَّارِ غَنِيمَةٌ؟ وَهَلْ يُفْلِتُ سَبْيُ الْمَنْصُورِ؟، ٢٥فَإِنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ : «
حَتَّى سَبْيُ الْجَبَّارِ يُسْلَبُ، وَغَنِيمَةُ الْعَاتِي تُفْلِتُ . وَأَنَا أُخَاصِمُ مُخَاصِمَكِ وَأُخَلِّصُ أَوْلاَدَكِ"
+ (١صم٣٠: ١٨- ١٩) "١٨ وَاسْتَخْلَصَ دَاوُدُ كُلَّ مَا أَخَذَهُ عَمَالِيقُ، وَأَنْقَذَ دَاوُدُ امْرَأَتَيْهِ . ١٩ وَلَمْ يُفْقَدْ لَهُمْ شَيْءٌ لاَ
صَغِيرٌ وَلاَ كَبِيرٌ، وَلاَ بَنُونَ وَلاَ بَنَاتٌ وَلاَ غَنِيمَةٌ، وَلاَ شَيْءٌ مِنْ جَمِيعِ مَا أَخَذُوا لَهُمْ، بَلْ رَدَّ دَاوُدُ الْجَمِيعَ .
+ (١صم ٢١: ٩) "فَقَالَ الْكَاهِنُ : «إِنَّ سَيْفَ جُلْيَاتَ الْفِلِسْطِينِيِّ الَّذِي قَتَلْتَهُ فِي وَادِي الْبُطْمِ، هَا هُوَ مَلْفُوفٌ فِي ثَوْبٍ خَلْفَ الأَفُودِ، فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَأْخُذَهُ فَخُذْهُ، لأَنَّهُ لَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ هُنَا ». فَقَالَ دَاوُدُ : «لاَ يُوجَدُ مِثْلُهُ، أَعْطِنِي إِيَّاهُ"
+ (٢أخ١٤: ١٣) "...، حَتَّى لَمْ يَكُنْ لَهُمْ حَيٌّ لأَنَّهُمُ انْكَسَرُوا أَمَامَ الرَّبِّ وَأَمَامَ جَيْشِهِ . فَحَمَلُوا غَنِيمَةً كَثِيرَةً جِدًّا . "
+ (٢أخ ٢٠: ٢٥) "...، وَكَانُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَنْهَبُونَ الْغَنِيمَةَ لأَنَّهَا كَانَتْ كَثِيرَةً . "
--------------------------------------
++ المِحوَّر الثالث:
مكاييل البركة بكل أنواعها وأحجامها التي عند الرب، أنت وحدك من تحدد للرب بأي مكيال يُكيل لك ويُعطيك، فهو يرى حالة القلب وهو يُقَدِّم للرب بالمُقارنة بما تستطيع أن تفعل، لكن من جهة الرب، فهو يريد لك كل الخير والإكرام بمقاييس الملكوت السماوي، والعطايا لا تقتصر على النقود، ولا كم نسبة العشور التي تُخرجها للرب، لأن العطاء هو حالة قلب، في كيفية الإهتمام بالآخر وإكرام الرب في الشخص المحتاج، سواء في دائرة حياتك ومسئولياتك، أو لمن يقودك الرب إليهم بتكليف.
+ (لو٦: ٣٨) "أَعْطُوا تُعْطَوْا، كَيْلاً جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ . لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ
يُكَالُ لَكُمْ"
+ (٢مل ٤: ٢٢-٢٣) المرأة الشونمية عن أليشع "وَنَادَتْ رَجُلَهَا وَقَالَتْ : «أَرْسِلْ لِي وَاحِدًا مِنَ الْغِلْمَانِ وَإِحْدَى الأُتُنِ فَأَجْرِيَ إِلَى رَجُلِ اللهِ وَأَرْجعَ، ٢٣ فَقَالَ : «لِمَاذَا تَذْهَبِينَ إِلَيْهِ الْيَوْمَ؟ لاَ رَأْسُ شَهْرٍ وَلاَ سَبْتٌ ». فَقَالَتْ : «سَلاَمٌ
وعندما كافئها الرب من خلال خادمه أليشع، أعطاها ما لم تستطيع الحصول عليه بكل ثروة زوجها، أعطاها إبنًا مًباركا لها.
+ (مر١٢: ٤١-٤٤) "وَجَلَسَ يَسُوعُ تُجَاهَ الْخِزَانَةِ، وَنَظَرَ كَيْفَ يُلْقِي الْجَمْعُ نُحَاسًا فِي الْخِزَانَةِ . وَكَانَ أَغْنِيَاءُ كَثِيرُونَ يُلْقُونَ كَثِيرًا، ٤٢ فَجَاءَتْ أَرْمَلَةٌ فَقِيرَةٌ وَأَلْقَتْ فَلْسَيْنِ، قِيمَتُهُمَا رُبْعٌ . ٤٣ فَدَعَا تَلاَمِيذَهُ وَقَالَ لَهُمُ :«الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ : إِنَّ هذِهِ الأَرْمَلَةَ الْفَقِيرَةَ قَدْ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ أَلْقَوْا فِي الْخِزَانَةِ، ٤٤ لأَنَّ الْجَمِيعَ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا . وَأَمَّا هذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا أَلْقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا، كُلَّ مَعِيشَتِهَا"
+ (مر ١٤: ٣-٩) "وَهُوَ مُتَّكِئٌ، جَاءَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ . فَكَسَرَتِ الْقَارُورَةَ وَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ . ٩ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ : حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ، يُخْبَرْ أَيْضًا بِمَا فَعَلَتْهُ هذِهِ، تَذْكَارًا لَهَا"
+ (١مل١٠:١٠) "لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِثْلُ ذلِكَ الطِّيبِ فِي الْكَثْرَةِ، الَّذِيِ أَعْطَتْهُ مَلِكَةُ سَبَا لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ"
+ (يو٣: ٣٤) "لأَنَّهُ لَيْسَ بِكَيْل يُعْطِي اللهُ الرُّوحَ . "
++ من يُعلِن إتحاده بالرب الذي له المكاييل السماوية، يصبح له صلاحيات أن يُبارك ويُكرم الآخرين بمكاييل الملكوت السماوي.