خدمة إنهاض الأبطال
القس/ هدية صالح
بكنيسة "الإيمان"، التاج، شُبرا
الخميس ٢٨/ ١٠/ ٢٠٢١
"في الغمام مَهابة وغموض"
القراءة الرئيسية:
(تث ٣٣: ٢٦) "لَيْسَ مِثْلَ اللهِ يَا يَشُورُونُ . يَرْكَبُ السَّمَاءَ فِي مَعُونَتِكَ، وَالْغَمَامَ فِي عَظَمَتِهِ . "
وهنا تفرُّد الرب، سواء من جهة سرعة وصول المعونة لشعبه، أو تفرُّده في مكان إخفاء عظمته في منطقة الغمام.
و"الغمام" يُعتَبَر منطقة روحية خاصَّة جداً، ممتلئة بالمهابة والحضور الإلهي، وحوله ظلام مهيب لا يمكن إختراقه، ولا معرفة أسراره وكشف غموضه.
+ ومكان تواجد منطقة "الغمام" مرتفع فوق السماوات.
+ ولا يمكن لأحد الوصول لمقدار عظمة الرب المخفية عن العيون في الغمام.
بهذا يتضح لنا ، أن ليس من حق أحد أن يسطح معنى "الغمام" بأنه مُجرَّد "سحاب" ولا حتَّى إنحصاره في معنى أنه "الغَيم".
لأن هذا المكان المرتفع المهيب هو موضع مرتبط فيه بعظمة الرب الإله التي تليق به، في مُعاملات فائقة من الإبداع الإلهي.
وقد ذكر الكتاب المقدس ثلاثة أوجه لمعاملات الرب مع شعبه مرتبطة بالغمام، وبالتالي تُغلِّفها العظمة بإبداعات إلهية فائقة:
+ (مز٣٦: ٥) " ...، أَمَانَتُكَ إِلَى الْغَمَامِ . "
+ (مز٥٧: ١٠) "...، وَإِلَى الْغَمَامِ حَقُّكَ . "
+ (مز٦٨: ٣٤) "...، وَقُوَّتُهُ فِي الْغَمَامِ . "
---------------------------------------
++ المِحوَّر الأوَّل: إبداعات أمانة الرب من جهة الإنقاذ السريع مُقترنة بالعظمة الإلهية المختفية في الغمام:
+ (مز٣٦: ٥) " ...، أَمَانَتُكَ إِلَى الْغَمَامِ . " ليس مثل الرب في الأمانة المقترنة بالعظمة.
+ أمانة الرب العظيمة تضمن لنا مع كل الأجيال أننا شركاء في العهد وأننا شعبه.
بَلْ مَعَ الَّذِي هُوَ هُنَا مَعَنَا وَاقِفًا الْيَوْمَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِنَا، وَمَعَ الَّذِي لَيْسَ هُنَا مَعَنَا الْيَوْمَ .
+ إبداعات إلهية مع الحالات التي تحتاج إلى تدخُّل سريع ومع الإنقاذ سيأتي المجد:
-----------------------------------------------
++ المحوَّر الثاني:
إعلان الحق مقترنا بالعظمة المختفية عن العيون في الغمام، فقد يُغلِّف هذا الإعلان عن الحق بالرحمة:
+ (مز٥٧: ١٠) "...، وَإِلَى الْغَمَامِ حَقُّكَ . "
+ قد يظل الرب صامتا لفترة من الزمان، حتَّى يظُن العدوُّ أنه ساد بظلامه على الأحداث وعلى الأشخاص، ولكن فجأة يعلن الرب حقَّه في إختراق أجواء شعبه، ولا يُعير للعدو أي إهتمام:
++ لا أتكلم عن ثوابت الإيمان والكرازة: وإعلان كلمة الحق، أو إعلان أن يسوع هو الحق، أو حتى الحديث عن روح الحقّْ،
بل عن الحق المتواجد في أقصى إرتفاع فوق السماوات، ومقترنا بالعظمة الإلهية في الغمام ممتزجا بالرحمة.
وهذا يتجلَّى في بعض مواقف:
++ ولأن الحق مرتبط بالرحمة، في منطقة العظمة الإلهية المختفية في الغمام، فهو يتغاضى عن السلوكيات غير المسئولة، ويُفَشِّل مُخططات إبليس في تدمير أبدية الشباب:
لأَنْ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ؟ أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيرًا؟"
------------------------------------
++ المحور الثالث:
ليس مثل الرب في قوَّته في الغمام مختفية ومقترنة بِسر العظمة، فوق السماوات
+ (مز٦٨: ٣٤) "...، وَقُوَّتُهُ فِي الْغَمَامِ . "
+ منطقة الغمام هي مكان إعلان قوته ورأس عامود السحاب وعامود النار حيث الحضور الإلهي المهيب.
+ بقوته ومهابة حضوره يحفظ السماوات من تسلل وإختراق قوات مملكة إبليس إلى ما هو أبعد من هذه المنطقة الروحية.
+ يحسم حروب شعبه مع أعداءهم، ومن هذه المنطقة يُمطر حجارة البرد والنار بكلمة منه.
+ يراقب الأحداث ويعرف أين يُخبِّئ الجبَّار غنيمته، فيقرر أن يسلب غنيمة الجبَّار ويُفلِت سبيه، وينزع سلاحه ويوزع غنائمه.
++ مجد الرب علينا يُرى من خلال ممرات وقنوات من منطقة الغمام لأجواء حياتنا ولأرواحنا.
+ قوة الرب من الغمام تخترق حياتنا بعظمة، فتنقلنا من منطقة الإحتياج والعوَّز الروحي والنفسي، إلى حالة من الشبع بالحضور الإلهي، الممتلئ بالأمانة والإحسان، وحفظ العهد، وإعلان الحق بقوته.
+ منظومة الغمام المتكاملة العظيمة، فيها الكمالات الإلهية الثلاثة:
الأمانة والحق والقوة.
إذ ليس مثل الرب إلهنا في محبته لشعبه وإهتمامه بهم طوال الطريق ورحلة الحياة.
وهو يريد أن نكون شركائه في كل شيء، حتى في هذه المنظومة بكل إمكانياتها.
++ لنعلن إتحادنا بالرب الساكن في الغمام، وحوله هذا الغموض والمهابة، فلا يستطيع العدو قراءة حياتنا ولا إقتحامها، لأنها منطقة لا يقترب إليها، ولها صلاحيات روحية فائقة، فنكون شركاء في كل إمتيازات منطقة الغمام، فنمتلئ بالأمانة والحق والقوة ، ونكون شركاء في إعلانه وقنوات في إمتداده على مستوى كل دوائر تحركاتنا وعلاقاتنا.
++ ومن خلال إعلان هذ الإتحاد بالرب الساكن في الغمام، ستكون أجواءك مُحاطة بالغموض والمهابة، فتتحرك كأسد في المشهد، دون أن يرصُد العدو تحركاتك،
+ (قض٤: ٢١) "ياعيل تخطو بهدوء وتتمكن من سيسرا"
+ (مي٥: ٨) "وسط الشعوب تتحرك كأسد" يتفاجئ بك العدوُّ بعد إنقضاضك على الفريسة فتخطف أو تنقذ.
+ (عد٢٣: ٢٤) " هُوَذَا شَعْبٌ يَقُومُ كَلَبْوَةٍ، وَيَرْتَفِعُ كَأَسَدٍ . لاَ يَنَامُ حَتَّى يَأْكُلَ فَرِيسَةً".